الرئيسية غير مصنف فلسفة التعصّب الرياضي

فلسفة التعصّب الرياضي

بواسطة سعود العمر

في عام ١٩٦٤، وفي تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لأولمبياد طوكيو، التقى منتخبا الأرجنتين والبيرو. أُقيمت المباراة بالعاصمة البيروفية ( ليما ) بحضورٍ جماهيري كثيف. تقدم المنتخب الأرجنتيني في البداية بهدف واستطاع المحافظة على هذا التقدم، ولكن قبل نهاية المباراة بدقيقتين تمكن المنتخب البيروفي من تسجيل هدف التعادل. كان من الممكن أن تنتهي المباراة نهاية طبيعية لولا أن الحكم ألغى الهدف. وقد تسبب ذلك في حدوث هيجان وثوران بين الجماهير تطور لواحدة من أسوأ حالات شغب الملاعب في التاريخ .. كانت نتيجة هذا الشغب مقتل حوالي ٣٠٠ مشجع!

شغب الملاعب ليس النتيجة الوحيدة الخطيرة للتعصب الرياضي. ففي بعض الحالات وصل التعصب للقتل العمد المباشر، كما في حادثة مقتل المدافع الكولومبي ( أندرياس إسكوبار ) بسبب تسجيله بالخطأ هدفاً في مرمى منتخبه وحرمانه بذلك من التأهل لدور الستة عشر في نهائيات كأس العالم 94. وفي حالات أخرى وصل التعصب الرياضي إلى درجة ممارسة السحر بشكل علني، كما في الحادثة التي أشعلت فيها ساحرة ( فتيشاً ) في المدرجات في مباراة أقيمت في الكونغو عام ٢٠٠٨، ما أدى إلى تدافع الجماهير ومقتل ثلاثة عشر مشجعاً.

هذه الحوادث، على جسامتها، تعتبر تهريج أطفال إذا ما قورنت بالأحداث التي تلت المباراة الفاصلة بين السلفادور والهندوراس في تصفيات كأس العالم ١٩٧٠. تسببت أحداث تلك المباراة في تصاعد حدة التعصب الرياضي بين جماهير المنتخبين إلى درجة أن اندلعت الحرب بين الدولتين بعد المباراة مباشرة ولمدة أربعة أيام متواصلة! وقد وصل عدد القتلى في هذه المهزلة إلى ما يقارب الثلاثة آلاف .. وما تزال هذه الحادثة حتى الآن تسمى بـ ( حرب كرة القدم ).

رغم أن هذه الأحداث المؤسفة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتعصب الرياضي، لكن في الحقيقة أن حصر التعصب الرياضي فقط في هذه الأحداث الكارثية مشابه لحصر العلوم الطبيعية في أحداث قنبلتي هيروشيما وناگازاكي أو انفجار تشيرنوبل فقط، من دون النظر إلى الجوانب الإيجابية المشرقة فيها. أنا أؤمن أنه بالرغم من أن الطاقة والقوة الموجودة عند الجماهير من جرّاء التعصب الرياضي هي بمثابة مفاتيح لأبواب جهنم، أؤمن أن نفس هذه المفاتيح قادرة على أن تفتح أبواب الجنة.

هدف فلسفة التعصّب الرياضي

إن غايتي في هذا المقال هي البحث عن أسباب وجذور التعصب الرياضي. وأعتقد أن لهذا البحث فائدة تستحق العناء؛ فربما مكنتنا النتائج من أن نعيد توجيه هذا الحماس لقضايا أكثر أهمية. تخيل لو استطعنا أن نجعل الجماهير تتحمس لقضايا بيئية مثل حماسها لفريقها المفضل؟ تخيّل لو استطعنا أن نجعل الجماهير تشتري الكتب بدرجة إقبالها على شراء تذاكر المباريات؟ تخيّل لو استطعنا أن نجعل الجماهير تحضر المناسبات الثقافية بكثافة حضورها في الملاعب؟ ربما تعتقد أن كلامي هذا مبالغ فيه وغير منطقي. لكن اسمح لي أن أذكرك بأنه في العصر القوطي ( عصر شكسبير ) كانت أهمية المسرح عند عامة الناس لا تقل عن أهمية كرة القدم الآن. وأنه عند العرب قديماً كان لظهور شاعر فحل عند القبيلة من الأهمية ما يقارب الآن أهمية ظهور مهاجم موهوب.

أصل كلمة “تعصّب”

في البداية يجب أن نقف عند كلمة ( تعصّب ). لا أعتقد أنه سبق لهذه الكلمة أن استخدمت في سياق إيجابي؛ فدائماً ما ارتبطت بأحداث مشابهة للأحداث السالفة الذكر أعلاه. لكن في الأصل كلمة ( تعصّب ) تعني التجمّع والانضواء تحت عُصبة معينة. والعُصبة في اللغة هم الجماعة ما بين العشرة والأربعين. ولكن بحكم أن هذا التجمع والانتماء في الغالب لا ينتج عنه سوى نتائج وخيمة — مثل التعصب الرياضي والتعصب القبلي — تطورت هذه المفردة بمرور الوقت ليصبح معناها الانتماء البغيض الذي دائماً يصل لدرجة التمادي ورفض الحق ورفض كل من هو خارج هذه العصبة. على كل حال، ما أود التنبيه إليه والتشديد عليه هو أن المقصود بالتعصب في هذا المقال هو المعنى الأصلي للكلمة.

سحر الرياضة، من أين؟

حتى نستطيع أن نفهم كيف ينتج التعصب الرياضي، لابد أن نبدأ بالتساؤل عن سر هذا التعلًق اللامعقول بالرياضة؟ مالذي تفعله الرياضة لتسحر الناس هكذا؟ كيف يُخلق هذا الرابط المقدس الذي يربط الجمهور بمصير الفريق إلى درجة لا تكاد تصدق؟ لو سبق لك أن حضرت مباراة ذات أحداث درامية، فمن المؤكد أنك شاهدت رجالاً غلاظاً شداداً يدخلون في نوبة بكاء عاطفية بعد هدف فوز في آخر الدقائق. لابد أنك شاهدت انهيارات عصبية وإغماءات تحدث بعد خسارة مفاجئة. لابد أنك شاهدت الخوف والجزع والدعاء والابتهال الذي يغشى الجماهير في أثناء تنفيذ ركلات الترجيح وكأن خلودهم وخلود أحبابهم قد ارتبط بنتيجة المباراة .. من أين يأتي هذا السحر؟

هنا في أميركا ( مقر دراستي ) لا أمل من كثرة ما أردد لبعض الزملاء الأميركان أن لا شيء يثيرهم ويستفزهم ويحركهم مثلما تفعل كرة القدم الأمريكية.. لا شيء على الإطلاق.. حتى المسيحية لا تستطيع أن تفعل ذلك.

هناك أسباب لا نهائية لتفسير جاذبية الرياضة، مثل كونها وسيلة ترفيه أساسية، التركيز الإعلامي المسلّط عليها، الثراء، والشهرة، والنفوذ المصاحب لها وغيرها الكثير. رغم أن هذه الأسباب تفسر شيوع متابعة الرياضة، لكنها لا تفسّر التعصب الرياضي. فعلى سبيل المثال، مجال السينما يمتلك كل هذه الخصائص ورغم ذلك لا نشاهد تعصبات سينمائية. لا أظن أن أحد شاهد أعمال شغب لأن ( آفاتار ) لم يفز بأوسكار أفضل فيلم لهذا العام، أو شاهد احتفالات في الشوارع لأن ( مارتن سكورسيزي ) فاز بأوسكار أفضل مخرج عام ٢٠٠٦.

هناك أسباب أعمق من ذلك تصنع جنون الرياضة. في رأيي المتواضع إن الأربعة أسباب التالية هي أهم ما يصنع سحر الرياضة، ويخلق التعصب والحماس والارتباط الخارق بالفِرق الرياضية.

البحث عن الانتصار

إن غريزة الانتصار لا تقل أهمية عن غريزة البقاء عند الإنسان — الغريزة الأهم — بل إن الغريزتين مرتبطتان بشكل جوهري. فالبقاء دائماً للمنتصر. على صعيد الحياة اليومية يستطيع الإنسان أن يحقق نجاحات أكاديمية، مهنية، مادية.. إلخ. لكن في هذا السياق فإن “النجاح” و “الانتصار” هما شيئان مختلفان. كي تشبع غريزة الانتصار لابد أن يكون هناك مهزوم.. لابد أن تدحر شخصاً ما.. وهو ما لا يتوفر لنا في نجاحاتنا الشخصية التي لا تتجاوز كونها مجرد انضباط وجدية ذاتية. إن حياتنا اليومية بكل رتابتها وانسياقها لا توفر أي فرص انتصارات أو حتى فرص هزائم لنا. بينما الرياضة توفر لنا كل ذلك وأكثر.. فريقك ينتصر أحياناً، ويهشّم رؤوس الفرق الأخرى، وفي أحيان مغايرة يخرج متحطماً متناثراً ككتيبة حربية قاتلت حتى الرمق الأخير. إن لاعبك المفضل الذي بدا منكسراً ذليلاً في المباراة السابقة استطاع في هذه المباراة أن يجندل الخصوم واحداً تلو الأخر قبل أن يمزق شباك الخصم شر تمزيق. هذه هي لذة الانتصار.. لابد أن تهزم أحداً.. قد يبدو الأمر قبيحاً ..لكن هذه هي الطبيعة البشرية.

إن للانتصار أيضاً لذة جسدية لا تقل عن لذة الجنس، المخدارت، أو القفز من مكان شاهق. فعند الانتصار تدفع أجسامنا بمركب الدوپامين الذي يحفّز مركز اللذة في الدماغ لإحداث شعور بالسعادة، ويتدفق الإندروفين في أنحاء الجسم لمقاومة الإرهاق وبث البهجة وتخدير أي ألم، ويندفع الأدرينالين والتستسترون لزيادة نشاط الجسم. نتنفس بشكل أعمق، ويتحرك دمنا بشكل أسرع .. كل هذه المهرجان يحدث في جسمك لينتج لذة النصر العبقرية البدائية. اللذة التي نفتقدها وبشدة في حياتنا اليومية.. ولا نجدها إلا في الحماس والتعصب الرياضي.

الرغبة في الحديث

في زمن التخصص هذا، أصبح من الصعب جداً أن تملك وجهة نظر في أي شيء. كل شيء صار معقداً ومتداخلاً وسرياً وتآمرياً لدرجة أن لا أحد يعرف بالضبط مالذي يجري. ناهيك أن يكون له وجهة نظر فيه. بينما من جهة أخرى، الرياضة سهلة الفهم، ولأنها كذلك فهي توفر مجالاً خصباً للحديث وطرح الآراء وتبادل وجهات النظر.

في الحقيقة إن سهولة فهم الرياضة لا تنبع فقط من كونها نشاطاً بسيطاً. إن مهووسي الرياضة يستطيعون استرجاع كمية مذهلة من الحقائق الرياضية؛ فهم يتذكرون التفاصيل الدقيقة لمباريات أقيمت منذ أكثر من خمسة عشر عاماً. ولديهم أيضاً قدرة عجيبة على معالجة هذه الحقائق؛ فعند حساب نقاط الفوز والتعادل واحتمالات التأهل ينقلبون لعباقرة إحصاء واحتمالات. ما سر هذه القدرة الخارقة في التعامل مع المعلومات المتعلقة بالرياضة؟

في الواقع إن الرياضة مرتبطة بالأشخاص ( لاعبين، مدربين، إداريين، حكّام ) وأدمغتنا تستطيع معالجة المعلومات المرتبطة بالأشخاص أفضل بكثير من أي صنف أخر من المعلومات. ولإثبات هذه النقطة سوف أذكر لغزين بسيطين استخدمتهما عالمة النفس ( ليدا كوزميديس ) في إطار حديثها عن هذه النقطة، ولكن في سياق مختلف.

اللغز الأول: لدينا أربع بطاقات مكتوب عليها الأحرف A و D والأرقام 3 و 6. القاعدة تنص على أن أي بطاقة عليها حرف علة (Vowel) يكون عليها رقم فردي من الجهة الأخرى. السؤال هو كالتالي: أي من البطاقات الأربع تحتاج أن تسحب لتثبت صحة القاعدة؟ معظم الناس يجيبون بـ 6 أو A لكن الإجابة الصحيحة هي أنك تحتاج أن تسحب البطاقتين A و 3.

اللغز الثاني: يقف في البار أربعة أشخاص:الأول يشرب عصيراً،والثاني يبدو أن عمره 16، والثالث يشرب مشروباً كحولياً، والرابع عمره 25. إذا كان القانون لا يسمح لمن هم دون الحادية والعشرين بشرب الكحول، فأي من هؤلاء نحتاج أن نتأكد من هويته؟ معظم الناس يجيبون الإجابة الصحيحة على هذا السؤال وهي: الشخص الذي يشرب الكحول والشاب ذو الـ 16 عاماً.

تؤكد ( كوزميديس ) أن السؤالين على نفس الدرجة تماماً من ناحية التعقيد الرياضي -نسبة للرياضيات-، لكن لأن اللغز الثاني يتناول أشخاصاً تستطيع أدمغتنا أن تتعامل معه بشكل أسهل. والشيء نفسه يقال عن الرياضة. إن الرياضة سهلة للفهم لأنها مرتبطة بأشخاص، ولأنها كذلك، فهي توفر فرصة للتحليل والنقاش.

الرغبة في الانتماء

إن سلم حاجات الإنسان ( بحسب نظرية أبراهام ماسلو ) يبدأ أولاً بالحاجات الفيزيائية (كالأكل والشرب والتنفس) ثم يصعد ثانياً للحاجة للأمان، وثالثاً للحاجة للانتماء، ورابعاً للحاجة للتقدير، وخامساً للحاجة لتحقيق الذات. إن الرغبة في الانتماء لوطن، لدين، للغة أو لعائلة هي احتياج إنساني قوي جداً لا يتجاوزه إلا الحاجات الفيزيائية والحاجة للأمان (وفي بعض الحالات قوة الانتماء تتجاوز قوتهما).

مشكلة الانتماء عند البشر يلخصها بيت الشعر هذا للشاعر اليمني ( عبدالله البردوني ) : “يمنيون في المنفى، ومنفيون في اليمن … جنوبيون في صنعاء، وشماليون في عدن”. عندما يشاركك المحيطون بك انتماءك فأنت في الغالب لن تشعر بقيمته وبذلك لن تُشبع رغبتك في الانتماء. إذا كنت يمنياً وتسكن في اليمن فأنت لن تشعر بيمنيّتك. لكنك لو انتقلت لخارج اليمن -المنفى- سوف تشعر تلقائياً بهذا الانتماء. وهذه حال معظم انتماءتنا؛ كلها فاترة لأن كل من حولنا يشاركنا إياها.

الرياضة توفر حلاً فعالاً لهذه المشكلة. الكل شغوف بالرياضة. لكن كل زمرة تشجع فريقاً مختلفاً ( أنا هلالي وأنت نصراوي، أنت زملكاوي وأنا أهلاوي ) وبهذا يبقى لهيب الانتماء الرياضي مشتعلاً بعكس أي انتماء آخر، وبهذا تُشبع الرياضة الرغبة في الانتماء.

الرغبة في الثورة

الرياضة كما يراها اختصاصيو علم الاجتماع الرياضي — نعم، هناك تخصص بهذا الاسم — هي نسخة مصغرة من المجتمع. هناك اللاعبون المميزون، هناك اللاعبون السيئون، هناك المال، هناك السلّطة، هناك الأيديولوجيات، هناك القوانين، هناك الجهات التنظيمية. بل في الغالب يكون هذا المجتمع الصغير انعكاسا للمجتمع الحقيقي الأكبر؛ فعلى سبيل المثال، حتى القرن التاسع عشر لم تكن المجتمعات عموماً متسامحة مع النساء، لذلك كانت النساء في مجتمع الرياضة الأصغر ممنوعات من المشاركة.

من أكثر الخصائص التي تشد المشجعين للرياضة هي الرغبة في الثورة على هذا النظام الاجتماعي المصغّر، والرغبة في الانقلاب على قيّمه، والتمرّد عليه، وعدم الامتثال لأعرافه وتقاليده.

لنبدأ بالثورة على اللغة. في الحياة اليومية ننتقي كلماتنا بعناية، ونحرص أن تكون مؤدبة ورقيقة. لكن في عالم الرياضة نستطيع أن نثور ضد هذه اللغة. تأمل معي هذه المفردات الرياضية القتالية القاسية حتى تعرف ما أقصد: رأس حربة، طرد، ضربة جزاء، قائد الفريق، المرمى، ضربة مباشرة، تسلل.. إنها بلا أدنى شك مفردات حرب. ومن جهة أخرى، فجلوسك في المدرج الرياضي يعطيك تصريحاً بلفظ أسوأ ما يمكن أن تجود به قريحتك من شتائم، وتصريحاً بالصراخ والسب بأعلى صوت (بجد.. أين يمكن أن تجد مكان أخر تستطيع أن تصارخ وتشتم فيه بهذه السهولة؟).

الرياضة أيضاً تسمح للمشجعين بالثورة على السلطات التنفيذية.. ليست ضربة جزاء! ليس تسللاً! هذا الهدف غير صحيح! هذا الحكم مرتشي! هذا مدرب غبي! رئيس النادي لا يعرف رأسه من قدميه!

الرياضة أيضاً تسمح للمشجعين بالثورة على الأخلاق نفسها، فعلى سبيل المثال لا يوجد أرجنتيني واحد لا يفخر بهدف مارادونا الذي سجله بيده على إنگلترا في نهائيات كأس العالم ١٩٨٦.. حتى وهو هدف مغشوش.

تطبيقات للتعصب الرياضي في مجالات مختلفة

للانتماء والتعصب الرياضي جذور وأسباب متعددة، لكني سوف أقتصر مقالي على تلك الأربعة لاعتقادي أنها الأهم.

إن السؤال المحوري هنا هو: هل نستطيع استخدام هذه العناصر التي خلقت الحماس والتعصب الرياضي لخلق حماس وولاء وتعصب لقضايا أكبر وأهم؟

أعتقد أنه بالإمكان فعل ذلك ( لذا كتبت هذه التدوينة ). لنأخذ التعليم على سبيل المثال، ونحلله بناء على عناصر التعصّب الأربعة. هل يجد الطلاب أي انتصار لهم في تعليمهم؟ هل يرى الطلاب في مقرراتهم الدراسية مادة خصبة للحديث وتبادل وجهات النظر؟ هل يوجد لدى الطلاب أي انتماء لمؤسساتهم التعليمية أو المادة العلمية التي تقدم لهم؟ هل يجد الطلاب في ما يتعلمونه عوناً لهم في انتقاد بعض أوجه تراثهم والثورة عليه؟ .. للأسف، كل إجابات هذه الأسئلة هي “لا”.

برأيك لو استطعنا أن نحوّل إجابات كل هذه الأسئلة لـ “نعم”، هل تعتقد أن حماس الطلاب لتعليمهم سوف يقل بأي حال من الأحوال عن حماسهم وولائهم للرياضة؟ وقس هذا على أي قضية أخرى.

شكر وامتنان

في عام ٢٠١٠، وبتنسيق من الصديق العزيز إبراهيم السحيباني، قدم لي الدكتور الروائي المبدع أشرف فقيه الفرصة للكتابة في مدونته السابقة، وبحكم أن كأس العالم كان على الأبواب قررت حينها الكتابة عن فلسفة التعصّب الرياضي. نٌشر المقال مباشرة بعدها في المجلة الرائعة ( القافلة ) الصادرة من أرامكو، وكنت محظوظاً بأن وضعوا المقال غلافاً للعدد. بعدها بفترة قصيرة تلاشى المقال من الإنترنت، ورغم أن عمره كان قصيراً، إلا أن عدد قراءاته قارب الـ ١٣ ألفاً. أنا على قناعة أن انتشاره السريع كان بسبب النقص الشديد في المقالات التي تناقش التعصب الرياضي بواقعية، دون أي مثالية مصطنعة. عموماً، استمر اختباء المقال هذا عدة سنين، حتى اقترح علي المستشار الإعلامي الراقي أحمد الفهيد إعادة نشره، ولم أكن لأتمكن من ذلك لو لم ينبشه لي الصديق العزيز مهند الربيعة من تحت أنقاض الإنترنت. لكل هؤلاء الأصدقاء الرائعين: شكرا لا تكفيكم. 

مقالات أخرى

اترك تعليق