قبل عدة أشهر نشر المؤلف الأمريكي روبرت غرين على تويتر الصورة التالية للطريقة التي يكتب بها كتابه القادم:
غرين مؤلف أمريكي اشتهر بكتبه التي تتناول مواضيع النفوذ والاستراتيجيات. نشر حتى الآن ستة كتب، كلها تصدرت قوائم الأكثر مبيعاً، أشهرها كتاب ٤٨ قانونا للقوة. في لقاء معه على موقع ريدت، فصّل أكثر في توضيح طريقته في الكتابة، قائلا: “عادة، أبدأ بقراءة الكتب بدقة شديدة، وأحرص أن أكتب ملاحظاتي على الهوامش. بعد عدة أسابيع أعود للكتاب وأبدأ بنقل خربشاتي من على الهامش إلى بطاقات ملاحظات ملونة، كل لون يشكّل موضوعا معين. بعد قراءة درازن متعددة من الكتب، يتكون لدي حدود ٣٠٠ بطاقة من الملاحظات، ومن هذه البطاقات أبدأ أرى أنماطا وموضوعات تتكتل في فصول محددة. أستطيع أن اتنقل بين البطاقات وأن أعيد ترتيبها كما أشاء. لأسباب عديدة أجد هذه الطريقة في الكتابة جبارة.”
في التدوينة السابقة تحدثت عن القراءة النشطة المبدعة، وتطرقت إلى الكتابة على الهوامش وكيف نستطيع أن تستخدمها مع الكتب الإلكترونية والمقالات على الانترنت.
اجتهاد ومواظبة المؤلف مثيرة للإعجاب، كذلك كمية الكتب التي يقرأها للإعداد للتأليف مهولة، حتى طريقة الكتابة غير التقليدية التي تبدأ تقريبا من لا شيء حتى تصل للكتاب مكتملا مدهشة، لكن الجزء الأكثر سحرا وخلبا للألباب ليس أيا من ذلك ..
الجزء الأكثر إثارة للدهشة في الحقيقة هو أبسط شيء ظاهر في الصورة ..
هل عرفته؟
نعم، إنه الصندوق.
ما هو الصندوق؟
تعرّف ( تويلا ثارب ) الصندوق بأنه “وعاء يحتوي كل ما يلهمك دون أن يحد من إبداعك”. الصندوق طريقة لتنظيم أفكارك ومصادرك. أي فكرة تخطر على بالك اكتبها وضعها فيه. أي شيء له علاقة بمشروعك التقطه وضعه داخله: كتب، صور، ملاحظات، خطط، قصاصات جرائد أو مجلات.
رغم أنه مجرد وعاء لكنك تحتاج أن تنظم محتوياته وتستخدمه بطريقة تساعدك على الإنجاز والابتكار. إذا نظّمته بشكل جيد ستجد أنه طريقة فعالة لتنفيذ أفكارك وتحقيق مشاريعك. المقصود بـ ( المشروع ) هنا أي شيء يهمك، صغيرا كان أم كبيرا، مثلا: كتابة رسالة ماجستير، تخطيط رحلة، إعادة تصميم المطبخ … أي شيء.
في باقي هذه التدوينة سأبدأ بتوضيح القيمة والفائدة الحقيقية للصندوق، ثم سأشرح بعض المحتويات الأساسية التي يجب أن تضيفها له، بعد ذلك سأوضح خطوات بناءه واستخدامه في عملك، وأخيرا سأقترح طريقة لتصميم الصندوق على الحاسب ( الماك تحديدا ) بحيث تتمكن من إضافة الملفات الإلكترونية له.
القيمة الحقيقية للصندوق
أي عمل إبداعي يحتاج نقطة بداية. وأفضل نقطة بداية هي أن تخصص له صندوقا.
الصندوق وسيلة لراحة البال. عندما تجد أي شيء له علاقة بمشروعك لا يجب أن تفكر وتحتار أين تضعه، ضعه مباشرة فيه. هل في منزلك مكان مخصص تضع فيه المفاتيح دائما كي توفر على نفسك عناء تضييعها؟ صندوقنا بشبه حافظة المفاتيح، لكن بدل أن نضعه فيه المفاتيح سنضع داخله كل ما له علاقة بمشروعك.
الصندوق يشكّل أيضا نقطة ارتكاز. عندما يتقدم ويتطور عملك، تعود للصندوق وتضيف له ما وجدته، وعندما تصطدم أفكارك بجدار تعود للصندوق وتفتش داخله عما يمكن أن يساعدك. مع مرور الوقت ستجد أن الصندوق أصبح خلاطة أفكار سحرية.
الصندوق أداة تذكير، ففي كل مره تركن أحلامك جانبا لمدة طويلة سيذكرك الصندوق بها.
الصندوق أداة التزام، فبمجرد جلبك له وكتابة اسم المشروع عليه فهذا بمثابة صافرة إعلان انطلاق الرحلة.
الصندوق أداة اتصال، عندما تفقد شغفك بمطاردة هدفك افتحه وجرب أن تعيد ترتيب محتوياته، ستجد أنك في نفس الوقت تعيد ترتيب أفكارك ومشاعرك معها.
باختصار الصندوق هو المرساة التي تلقي بها سفينتك على شواطئ طموحاتك.
ماذا تضع داخل الصندوق؟
لا يوجد قواعد وقوانين. ضع أي شيء تظن أنك ستحتاجه.
من تجارب عديدة وجدت أن هناك خمسة عناصر يحتاجها أي عمل إبداعي كي يتقدم بسرعة. قبل أن تبدأ رحلة عملك الإبداعي اقترح أن تتوقف هنيهة وتكرّس بعض الوقت لجمعها وترتيبها ثم إضافتها للصندوق. العناصر هي كالتالي: هدف المشروع، مهام المشروع، مذكرة المشروع، مصادر المشروع، وملهمات المشروع.
تذكر المقصود بـ ( المشروع ) هو أي هدف لديك، سواء شخصي أو مهني، كبير كان أم صغير.
لنوضح كل عنصر على حدة:
١- الهدف
ما لذي تريد تحقيقه بالضبط؟ اكتبه بكلمات قليلة وواضحة. أثناء انغماسنا في العمل الإبداعي من السهل أن ننسى الغاية منه. التذكير بالهدف مفيد لإعادة ضبط البوصلة للسير في الاتجاه الصحيح، كما أنه مفيد للتحفيز وزيادة الحماس عند الخمول.
هناك قاعدة بسيطة في كتابة الأهداف: كلما زادت إمكانية تحقيق الهدف كلما زاد حماسك لتحقيقه. بمعنى أنك لو وضعت هدفا سهلا ففي الغالب ستجد نفسك متحمسا لإنجازه، ولو وضعت هدفا صعبا فغالبا ستقاوم الرغبة في البدء. في كل مره توسوس لك نفسك الأمارة بالسوء بأن تضع هدفا أضخم وأعقد تذكر مقولة المتصوف الأفغاني إدريس شاه : “إذا بحثت عن الأشياء الصغيرة ونفذتها بإتقان فإن الأشياء العظيمة سوف تبحث عنك وستطلب منك القيام بها”.
٢ – المهام
اكتب كل الخطوات التي تحتاجها لإنجاز العمل في قائمة مستقلة. غالبا أنت لن تعرف كل المطلوب منك لإنجاز المشروع بأكمله، لكنك تعرف على وجه التحديد الخطوات الأولى للبدء. اكتبها.
تذكر هذا التشبيه: في أي رحلة هناك طريقتين للسفر: السفر بالخريطة والسفر بالنظر. عندما تريد الوصول لمكان بعيد ويكون لديك خريطة – أو تطبيق خرائط قوقل – فأنت تعرف كل الطرق والمنعطفات التي يتوجب عليك القيام بها. عادة في المشاريع الإبداعية لا تتوفر لنا رفاهية السفر بالخرائط. في معظم مشاريعك سوف تسافر بالنظر ومن دون خريطة، ستعرف الخطوات القليلة التي يتوجب عليك القيام بها، وبعدما تقطع بضع كيلومترات، ستضطر أن تتوقف وتجوب المكان بنظرك للبحث عن الاتجاه الصحيح.
٣ – المصادر
المصادر هي كل المواد التي تظن أنك ستحتاجها لإنجاز مشروعك. هل تحتاج أن تقرأ كتاب؟ ضعه في الصندوق. هل تحتاج بعض الصور؟ أجمعها وضعها في الصندوق. هل وجدت مقالة أو خبر في مجلة أو جريدة تظنها مفيدة؟ قصها وضعها في الصندوق. في زمننا صارت معظم مصادرنا رقمية. سوف نفصّل بعد قليل في كيفية إضافة المصادر الإلكترونية للصندوق.
٤ – مذكرة
المذكرة تختلف عن المهام وعن المصادر. المهام عبارة عن خطوات محددة يجب عليك القيام بها، والمصادر عبارة عن مواد تحتاج أن تتطلع عليها، بينما المذكرة هي أفكارك وهواجسك ومشاعرك وحدسك المتعلق بمشروعك. في العادة تحوم في ذهنك خواطر حول مشروعك دون فائدة. قد تكون مقلقة (ربما سيفشل مشروعي)، قد تكون محفزة (سوف ينجح نجاحا مدويا)، وقد تكون ملهمة (سيحمل مشروعي رسالة سامية)، لا يهم. المهم أنها تشغل ذهنك وليس هناك شيء محدد يمكنك القيام به ازائها.
من المفيد للغاية أن تضع مع صندوق المشروع مذكرة لتسجيل كل هذه الخواطر. في بداية كل جلسة عمل تفتح المذكرة، تكتب تاريخ اليوم ثم تقوم بعملية تنزيل Download لكل أفكارك ومشاعرك المتعلقة بالمشروع دون أي محاولة للحكم عليها. فقط قم باستخلاصها من وعيك وضعها على الورق.
هذه الأفكار قد تبدو من الظاهر منخفضة القيمة مقارنة بالهدف والمصادر والمهام، لكن لو جربت ان تكتب مذكرة أي مشروع ستكتشف أنها في الحقيقة قمرة قيادة المشروع. ستتفاجأ بقدر الحكمة والبصيرة التي تتولد من مذكراتك. في كل مره تكتب مذكرات المشروع ستجد أنها ترفعك لمكان شاهق لتعيد النظر للمشروع بأكمله. ستجد أنك تكتشف أبعاد وأعماق جديدة في عملك. من خلال المذكرات سوف تحدد المهام، وتعيد صياغة الهدف، وتبحث عن المصادر بشكل أفضل.
٥ – ملهماتك
من السهل أن تجد معلومة على قوقل لكن من الصعب أن تجد ما يلهمك. الملهمات أشياء لها قيمة عاطفية ليس في ذاتها لكن بسبب ارتباطا تكوّن بينك وبينها. مثلا، سمعت مره من الطبيب والمدون وصاحب قناة اليوتيوب ( علي أبدل ) أنه يحتفظ بملف فيه كل التعليقات الايجابية على مدونته وقناته في اليوتيوب لإثارة حماسة وتذكيره بالتأثير الإيجابي لإنتاجه على الناس.
مثال أخر، ذكرت المؤلفة ومصممة الرقصات ( تويلا ثارب ) أنها أثناء أعدادها لأحد عروضها قابلت مستشارا عسكريا. تحدثا طويلا ووضح لها إشارات التخاطب عن بعد التي كان يستخدمها الجنود أثناء النوبات الليلة. الإشارات كانت بسيطة لكن ( تويلا ) قررت إضافتها للعرض لإضفاء عمق وأصالة. بعد انتهاء المقابلة أهداها المستشار قبعته الخضراء. تقول ( تويلا ) عنها: “في كل مره أرى القبعة الخضراء كانت روحي تتجدد وأتذكر أهمية العرض”.
خمسة عشر رجلا ماتوا من أجل صندوق: كيف تبني صندوقا لهدفك؟
لنفترض أنك ترغب بنشر رواية عنوانها مستلهم من أغنية القراصنة الخيالية (خمسة عشر رجلا ماتوا من أجل صندوق) . الأغنية يعرفها محبين رواية ومسلسل أنمي ( جزيرة الكنز ). ولنفترض أنك قررت أن تبني صندوقا لتنظيم كتابة روايتك. للقيام بذلك اتبع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: تشتري صندوق، قلم خطاط، أوراق فهرسة، دفتر مذكرات، وتجهز قائمة للمهام.
الخطوة الثانية: تكتب على الصندوق اسم المشروع: “رواية ١٥ رجلا ماتوا من أجل صندوق”.
الخطوة الثالثة: تكتب هدف المشروع على ورقة فهرسة وتضعه في الصندوق، مثلا: “الهدف: نشر رواية عنوانها ١٥ رجلا ماتوا من أجل صندوق”.
الخطوة الرابعة: تفتح أول صفحة في دفتر المذكرات، تكتب تاريخ اليوم، ثم تكتب بدون توقف لمدة ٢٠ دقيقة كل ما يجول في خاطرك. لا تتوقف لتفكر إن كان ما تكتبه مفيدا أم لا، فقط أكتب. لماذا تريد أن تكتب هذه الرواية؟ هل تذكرك بطفولتك؟ كيف سيكون تأثير نشرها عليك؟ هل تظنها ستنجح أم ستفشل؟ هل لديك الوقت الكافي لكتابتها؟ اكتب كل ما يشغل هواجسك.
الخطوة الخامسة: أكتب مهام المشروع الواضحة لك حاليا في قائمة المهام، مثلا: كتابة الفصل الأول، التواصل مع دار نشر للتوزيع، البحث عن مصمم للغلاف.
الخطوة السادسة: أجمع كل ما تجده وتظن أن له علاقة بمشروع روايتك وضعه في الصندوق. مثلا، ربما كنت تقرأ جريدة وكان هناك خبر عن قراصنة حقيقين هاجموا سفينة للبضائع، بعد قراءتك للخبر وجدت تفاصيل دقيقة عن عملية السرقة تبدو مفيدة لروايتك، قص الخبر وضعه في الصندوق.
الخطوة السابعة: أبحث عن أشياء تلهمك لكتابة الرواية وأضفها للصندوق. ربما وجدت مجموعة أدوات قراصنة ملهمة، أو ربما وجدت نسخة خاصة من رواية “جزيرة الكنز”. إذا كانت تلهمك وتحفزك ضعها في الصندوق.
الرقص مع الصندوق: كيف تبدع باستخدام الصندوق؟
الأن لنفترض أنك استيقظت باكرا وجلست على مكتبك لكتابة الرواية وبجانبك الصندوق. ستعمل مستخدما الصندوق بالطريقة التالية:
الخطوة الأولى: تفتح الصندوق وتخرج دفتر المذكرات وتكتب فيه حتى يصفى ذهنك.
الخطوة الثانية: تفتح قائمة المهام وتراجع المهام المطلوب منك تنفيذها اليوم. تختار أول واحدة ثم تبدأ.
الخطوة الثالثة: أثناء الكتابة قد تحتاج أن تطلع على صورة لسفينة القراصنة لتصفها بشكل أفضل، أو تعيد قراءة جزء من مقال كي تتأكد من معلومة في الرواية، أو أي شيء أخر. لا مشكلة. كل شيء تحتاجه موجود داخل الصندوق. لن يقطع حبل أفكارك أو تركيزك شيء. لو لم تجد ما تحتاجه، أبحث عنه لاحقا في مكان أخر، وبمجرد أن تجده وتطلع عليه، أضفه للصندوق.
الخطوة الرابعة: أثناء الكتابة قد ينضب سيل أفكارك، ماذا تفعل؟ فتش في الصندوق، قد تجد بين الملهمات ما يشعل تفكيرك من جديد.
الخطوة الخامسة: بعد الانتهاء من جلسة الكتابة أضف للصندوق أي شيء جديد وجدته، حدّث وراجع قائمة المهام، ثم أغلق الصندوق وضعه في مكان آمن.
الخطوة السادسة: احتفل ولو بشكل بسيط بإنجازك.
كيف تبني الصندوق الكترونيا؟
أيا كان عملك، ففي الغالب أنت تقوم به على الحاسب ولا تستطيع استخدام الصندوق بالشكل الملموس. في كتابة الرواية من النادر أن تجد روائيا يكتب على الورق أو يقوم بالبحث في المكتبات الاسمنتية، في الغالب يكتب باستخدام برنامج ( مايكروسوفت ورد )، ويبحث باستخدام ( قوقل )، وأدواته ومصادره رقمية ولا يوجد لديه أي شيء فيزيائي بإمكانه إضافته لصندوق ملموس.
ما لعمل في هذه الحالة؟
أبسط حل لإنشاء صندوقا الكترونيا هو إنشاء مجلد بسيط على حاسبك وتخصصه لمشروعك ثم تضيف عليه كل ملفات مشروعك.
هذا الاقتراح ينطوي على مشكلتين جذرية:
١ – المشكلة الاولى أنك لا تستطيع إضافة كل الملفات التي تحتاجها داخل المجلد. من السهل أن تضيف ملفات من برامج ( مايكروسوفت أوفيس ) لمجلد المشروع لكن كيف تضيف صفحة على الانترنت تود الرجوع إليها؟ كيف تضيف بريد إلكتروني مهم مرتبط بالمشروع؟ لو كنت تستخدم برنامج لإدارة المهام، كيف تضيف المهام من برنامج إدارة المهام للمجلد؟ لا يوجد طريقة سهلة ومباشرة لعمل ذلك.
٢ – المشكلة الثانية ان المجلد في نظام التشغيل (سواء ماك أو ويندوز) شكله ممل وكئيب، لا يبعث الحماس ولا يحفز على الإبداع.
في الجزء الثاني من التدوينة سنحاول أن نبني صندوقا الكترونيا لمشاريعنا بحيث يقبل كل أنواع الملفات ويكون مثيرا للبهجة ومحفزا للإبداع.
رحبوا معي بتطبيق Hook
( هوك ) تطبيق على نظام الماك (لا يوجد نسخة على الويندوز للأسف)، بثلاث نسخ متفاوتة المزايا (مجانية، ٢٠$، ٣٥$)، له مزايا كثيرة لكن في هذه التدوينة سأركز على ميزة واحدة تهمنا كثيرا: ( هوك ) يسمح لك بإنشاء رابط، مثل روابط المواقع الإلكترونية، لأي ملف على جهازك ومن ثم نسخه واستخدامه بأي شكل تريده للوصول للملف.
لنفترض الأن أنك قمت بتحميل ( هوك ) على جهازك وتنصيبه. كل المطلوب منك لإنشاء رابط لأي ملف علي جهازك ثلاث خطوات فقط:
- أختر أي ملف ثم أضغط ( المسافة + ⇧⌘ ). هذا هو الاختصار الوحيد الذي ستحتاج أن تتذكره.
٢. ستظهر لك نافذة برنامج هوك كما في الصورة التالية. بعد ظهور النافذة أضغط اختصار النسخ المعروف (⌘C).
الأن انشئ ملف جديد في أي محرر نصوص ثم أضغط اختصار اللصق المعروف (⌘V).
Et voilà
مبروك، قمت بإنشاء أول رابط لملف. الآن لو ضغطت على الرابط سيفتح الملف مباشرة.
بإمكانك أن تكرر نفس الطريقة مع كل ملفات مشروعك وتجمع روابطها في ملف واحد كالتالي:
لنعد لسيناريو روايتك التي تكتبها ولنوضح بمثال، تخيل أن لديك التالي:
- ملف ( مايكروسوفت ورد ) تكتب عليه الرواية
- صورة لتصميم مقترح لغلاف الرواية
- صفحتين على الانترنت تريد استخدامها كمصادر
- بريد الكتروني من الناشر بخصوص الموافقة على نشر الرواية
- قائمة مهام كتبتها في برنامج لإدارة المهام (مثلا برنامج Things )
- مذكرات المشروع مكتوبة على برنامج Pages
باستخدام برنامج Hook بإمكانك جمع كل الملفات التي نحتاجها في مكان واحد وبناء صندوق الكتروني لمشروعك في ملف نصي كما في الصورة:
هناك ملاحظتين مهمة يجب توضيحها:
الملاحظة الاولى: بإمكانك إنشاء رابط للعديد من الملفات المختلفة. بما في ذلك الرسائل البريدية، والمهام في بعض برامج إدارة المهام، المجلدات، الصور، للاطلاع على كامل الملفات المدعومة بإمكانك زيارة هذ الرابط.
الملاحظة الثانية: الروابط المستخدمة قوية لدرجة أنك لو غيرت مكان الملف فالرابط لن يختل. يعني، لو أضفت رابط لملف من ملفات مشروعك وهو في مجلد (أ) ثم بعد ذلك نقلت الملف لمجلد (ب) فالرابط لن يتأثر وسيستمر بالعمل. لن يتأثر الرابط حتى لو غيرت اسم الملف الأصلي. رائع، أليس كذلك؟
رغم أن النتيجة جيدة لكن ما يزال هناك مشكلة، بصراحة شكل الروابط وهي مكدسة في ملف نصي ممل حتى النخاع، لذلك سوف نستخدم برامج الخرائط الذهنية مع تطبيق ( هوك ) كي نجعل الصندوق مبهجا ومحفزا للعمل والإبداع.
رحبوا معي ببرامج الخرائط الذهنية
على الورق، تبدو الخريطة الذهنية مجرد رسم توضيحي لترتيب وربط المعلومات بشكل بصري، كالتالي:
لكن في الحقيقة الخريطة الذهنية أداة للتفكير الشمولي الذي ينشّط تفكير الدماغ بالكامل، ويشرك كلاً من الجانب الأيسر المنطقي والجانب الأيمن الإبداعي. كي نفهم ( خريطة العقل ) بشكل أعمق نحتاج أن نفهم طريقة عمل العقل نفسه. كل معلومة تصل للعقل (كلمة، رائحة، ملمس، لون) تشكل نقطة مركزية تشع منها آلاف الارتباطات. تسمى طريقة العقل في تكوين الارتباطات والتداعيات ( التفكير المشع ) . التفكير المشع هو الطريقة الطبيعية التلقائية التي يعمل بها العقل البشري ويشير إلى عمليات تداعي الأفكار التي تنبع من نقطة مركزية. خريطة العقل ما هي إلا انعكاس وتجلي للتفكير المشع في العقل.
هناك ثلاث خطوات فقط لرسم خريطة العقل:
١ – ابدأ بتحديد صورة أو فكرة واحدة رئيسية في الوسط تشكّل موضوع الخريطة.
٢ – ارسم فروع من الصورة الرئيسية. هذه الفروع تشكل الأفكار الفرعية المرتبطة بالفكرة الرئيسية.
٣ – ارسم فروعا من الافكار الفرعية، ثم فروع من الفروع إذا احتجت ذلك، واستمر حتى تستخلص كل أفكارك.
البعد البصري في الخرائط الذهنية يجعل التفكير ممتعا، والتفرعات تساعد على توليد علاقات جديدة بين الأفكار واكتشاف مناحي الضعف والقوة فيها.
برامج الخرائط الذهنية كثيرة ومعظمها مجاني. أعتقد أن أفضل تطبيق للخرائط الذهنية بلا منازع هو MindManager لكن سعره المرتفع (١٧٠$ سنويا) يجعلني أغض الطرف عنه. التطبيق الذي عادة أنصح به لمن يجرب الخرائط الذهنية لأول مره هو MindNode لأنه سهل وواضح وواجهته جميلة وجذابة ومعظم خصائصه مجانية ومتوفر على الماك والأيفون والأيباد، والنسخة المدفوعة منه سعرها معقول (دولارين ونصف شهريا أو ٢٠$ سنويا). التطبيق الذي استخدمه غالبا هو XMind، متوفر له نسخة مجانية، ونسخة بـ ٦٠$ سنوياً و بـ ٣٤$ سنوياً للطلاب والأكاديميين. حاليا استكشف تطبيق Miro ويوما بعد يوم أجده يعجبني أكثر فأكثر.
بناء الصندوق الكترونيا باستخدام الخرائط الذهنية
الهدف الأساسي من استخدام الخرائط الذهنية في بناء صندوق مشروعك هو أن تحفزك للإبداع. الخرائط الذهنية مبهجة، وتحفز التفكير، وتساعد على إيجاد علاقات بين مكونات صندوق مشروعك.
– أول خطوة لبناء الصندوق الكترونيا باستخدام الخرائط الذهنية هي أن تضيف اسم المشروع وصورة له في المركز.
برامج الخرائط الذهنية تسمح لك بسهولة بإضافة الصور. فقط اضغط بزر الفأرة الأيمن واختر ( إدراج صورة ).
– ثاني خطوة، أضف التفرعات الأساسية الخمسة التي تحدثنا عنها وكل التفرعات الأخرى التي تحتاجها للعمل على مشروعك.
– ثالث خطوة، أضف كل الملفات التي تحتاجها في مشروعك على شكل تفرعات. الطريقة، كما وضحت سابقا، هي أن تنسخ رابط كل ملف باستخدام تطبيق ( هوك ) ثم تضغط بزر الفأرة الأيمن على كل خانة في الخريطة الذهنية (تسمى عقدة) وتختار ( إدراج رابط ). الآن، بمجرد أن تضغط على اسم الملف في الخريطة الذهنية سينفتح لك مباشرة.
– رابعا وأخيرا، أوجد علاقات بين الملفات واكتب ملاحظاتك عليها.
أضغط هنا لمشاهدة الخريطة بوضوح أعلى
الرقص مع الصندوق الإلكتروني: كيف تبدع باستخدام الصندوق الالكتروني؟
لنفترض أنك استيقظت باكرا وجلست على مكتبك أمام حاسبك لكتابة الرواية. ستعمل مستخدما الصندوق الإلكتروني الذي صممناه بشكل خريطة ذهنية بالطريقة التالية:
الخطوة الأولى: تفتح ملف الخريطة الذهنية، ومن ملف الخريطة الذهنية تفتح دفتر المذكرات وتكتب فيه حتى يصفى ذهنك.
الخطوة الثانية: من الخريطة الذهنية تفتح قائمة المهام وتراجع المهام المطلوب منك تنفيذها اليوم. تختار أول واحدة ثم تبدأ.
الخطوة الثالثة: أثناء الكتابة قد تحتاج أن تطلع على صورة، أو تعيد قراءة جزء من مقال. لا مشكلة. كل شيء تحتاجه موجود على الخريطة الذهنية. لو لم تجد ما تحتاجه، أبحث عنه في قوقل أو أي موقع أخر، وبمجرد أن تجده وتطلع عليه، انسخ رابط وأضفه للخريطة الذهنية.
الخطوة الرابعة: أثناء الكتابة قد ينضب سيل أفكارك، ماذا تفعل؟ فتش في الخريطة الذهنية، قد تجد شيء أضفته مع الملهمات يشعل تفكيرك من جديد.
الخطوة الخامسة: بعد الانتهاء من جلسة الكتابة أضف للخريطة أي شيء جديد وجدته، حدّث وراجع قائمة المهام، ثم أغلق برنامج الخرائط الذهنية.
الخطوة السادسة: احتفل ولو بشكل بسيط بإنجازك اليومي.
خريطة الكنز
في كل مره تبدأ مشروع جديد خصص صندوقا الكترونيا، أو خريطة ذهنية، جديدة له. الآن، أريدك أن تتخيل مجلد في حاسبك يحتوي على عدد كبير من الخرائط الذهنية. هذه الخرائط عبارة عن كل المشاريع التي أنجزتها في السنوات الماضية، بعضها ضخم وبعضها صغير، بعضها في العمل وبعضها في حياتك الخاصة. كل خريطة تحتوي كل الملفات والمذكرات والمهام والمصادر التي استخدمتها في كل مشروع.
بإمكانك لو أردت أن تصمم بنفس الطريقة خريطة ذهنية واحدة تحتوي كل روابط الخرائط الذهنية لمشاريعك. وكأنها صندوق كبير يحتوي كافة صناديق مشاريعك. لنسمي هذه الخريطة الذهنية التي تحتوي كل خرائط أحلامك وأهدافك ( خريطة الكنز ).
هل تشعر بقيمة خريطة الكنز التي لديك؟
أولا، بإمكانك من خلال الخرائط الذهنية لمشاريعك السابقة إعادة استخدام المصادر بسهولة. أيا كان عملك، سوف تجد أنك تستخدم العديد من المراجع عدة مرات، سوف تجد أنك تستخدم نفس النماذج والقوالب والشعارات والخطابات في عدة مشاريع. ما من داعي لإعادة اختراع العجلة. أي شيء استخدمته سابقا بإمكانك بسهولة الوصول له وإعادة استخدامه من خلال ( خريطة الكنز ).
ثانيا، بإمكانك من خلال تفحص الخرائط الذهنية لأهدافك التي كرست نفسك من أجلها لفترات طويلة تقييم نفسك بكل شفافية. هل حققت أهدافك؟ كيف كان أداءك؟ ما هي الأخطاء التي ارتكبتها؟ لو أعدت العمل على تحقيقها هل ستعمل بطريقة مختلفة؟
وأخيرا، تستطيع أن تفهم نفسك أكثر من خلال تأملك في خريطة الكنز. هل كنت صبورا على نمو أفكارك؟ هل كنت متسامحا مع نفسك وتقبلت أخطائك؟ هل تعلمت كيف تحتفل وتسعد وتبتهج بإنجازاتك أم أنك بمجرد تحقيقها تبدأ بتعذيب نفسك بالتفكير مباشرة في هدف أخر؟ هل كنت متواضعا واستوعبت أن أفكارك وإنتاجك لم يكن ليحدث لولا مساعدة الأخرين؟ هل ما قمت به كان ذا قيمة حقيقية؟ هل أثر على حياة أحد؟ ولو شخص واحد؟ واهم سؤال من بين كل هذه الأسئلة: هل اندمجت واستمتعت وابتهجت أثناء العمل؟
تمنياتي لكم بأن تجدو توجدوا خريطة الكنز.